ونضرب لهذا مثلاً يتبين به الأمر ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا .
هذه المشكلة العويصة ألهبتْ فكر الإنسان منذ فجر الإنسانية، ورمته بين أنياب الصراع، تعتصره الهواجس، وتُحطِّمه الشكوك والظنون، وهو حائر حائر، لا يجد لنفسه دليلاً ولا مرشدًا.
نعم إن الآية تحتمل أن يراد بالنصيب معنى العدد ـ قليلاً كان أم كثيراً ـ ولكن احتمالها لما اخترناه أوضح وأقوى، فإن الآية به تبدو واسعة الأفق، فتشمل العدد وغير العدد بدون تكلف أو تأويل لنصها اللغوي، وخصوصاً أنه لا يستطيع أن يتَّخذ من عباد الله تعالى أي عدد إلا إذا كان له في النفوس جانب ممهد، ونصيب مطاوع...
المهم كل تلك الصور والمعاني التي تبدو متناقضة نوعا ما يجمل فك طلاسمها محمد مفتاح الفيتوري في تفسير مريح، عميق وبسيط في ذات الوقت بقوله:
فالمقدور الكوني : إذا قدر الله عليك مكروهاً، فإنك رضيت أو ما رضيت، لا بد أن يقع.
فمنذ ان اصبح هنا خرق سفينة “مساكين البحر” خير لهم من سلامتها، وقتل فلذة كبد “أبوين مؤمنين” رحمة بهما، وبناء جدار يستر كنزا بقرية اهلها اشحاء، صونا واجبا لحق يتيمن صغيرين لم يبلغا اشدهما كان ابوهما أو ابواهما صالحين.
شرح الخير في الشر انطوى حديث: تكون دعاة على أبواب جهنم حديث (دعاة على أبواب جهنم) بكل الروايات الصحيحة هديه عليه الصلاة والسلام في التعامل مع أخطاء الناس فهد بن عبد العزيز الشويرخ رحمة النبي الكريم ﷺ بالخلق أجمعين محمد سيد حسين عبد الواحد وقفات تربوية مع شهر شعبان المواساة في الهدي النبوي
معلومات عن محمد المهدي المجذوب محمد المهدي المجذوب السودان
والحمأ المسنون هو الطين الأسود المنتن المتغيِّر الرائحة... وروح الله سبحانه وتعالى هي حقيقة صفاته، وإذ نفخ في الإنسان من روحه، فقد نفح فيه من حقائق تلك الصفات، وإلى ذلك أشار عليه الصلاة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولنا أن نسأل : كيف نتعثر مع ذلك في فهم الخير والشر .. وكيف نتقي ذلك العثار ؟ وهل كتب الله تعالى علينا ذلك أو لم يكتبه ؟ وما مدى صلة القضاء والقدر بكل ذلك ؟ ذلك ما سنجيب عنه - إن شاء الله تعالى - في المقال التالي .
فضرب الحياة الظاهرة، يمثله في الإنسان انفعال غرائز بشريته من قريب بمباشرة ظاهر الكون...
فمصادر الخير الحسي ـ أساساً ـ هي ما نرى من كائنات الطبيعة ومادة الأشياء... ومصادر ا لخير المعنوي ـ أساساً ـ هي ما تشير إليه دلالة الكائنات من أفق صفات الصانع سبحانه وتعالى.
وضرب الحياة الباطنة... يمثله انفعال غرائز فطرته الروحيّة من وراء بشريته بما تدرك من حقائق باطن الكون.
وفي الحديث: الترغيبُ والحثُّ على أنْ يكونَ المرءُ مِفتاحًا للخيرِ مِغلاقًا للشرِّ، والترهيبُ والتحذيرُ مِن أن يكونَ بعَكسِ ذلِك